لم يكنْ لديَّ الوقتُ الكافي لخَسارة الوزن، فقد كنتُ أعيشُ توتُراً إضافيّاً بسببِ انشغالي بالتفكيرِ في خسارةِ الوزنْ، مما جَعلني أزيدُ عددَ الوجباتِ السّريعة.
أخبرتني المعالِجة النفسية أنني مصابةٌ بمرض اضطراب الصّورة الجسدية (body image disorder) وأن الأمرَ لا يتعلّقُ مباشرةً بوزني الحقيقي، وهو ما كنتُ أعرفه مسبقًا من خلال رحلتي الطويلة مع خسارةِ الوزن واكتسابِه ولم يحدث أن تغيرَّتْ صورتي الذّهنِيَّة عن جسدي إلاّ للحظاتٍ معدودة.
عمري ٢٨ (ثمانيةٌ وعشرون) عاماً، شَهدتُ الكثير من تغيراتِ الحياة من تطورات الآلة ومستجدات الاحتباس الحراريّ وانقلاباتٍ سياسيّة وربيعٍ عربيٍ وسقوطٍ أوروبي ووباءٍ عالميٍ مميت، ولكنني حتى الآن لم أسمعْ عن قصّةِ حبٍ بطلتُها فتاةٌ زائدة الوزنِ قليلاً. لمْ يكنْ هناك سِوى نكاتٍ ساخرة وعباراتِ تنمّر، حتى المجاملات تأتي على شاكلةِ (جميلة أوي البنت دي رغم أنها مليانة).
أربعُ ساعاتٍ تفصِلُني عن الحفل وعن عيونِ الآخرين التي ستُثقِلني بشحنةٍ زائدةٍ من التّوترِ حِيالَ جسَدي.
“ماذا لو لم يحضر الخُطبة أحدْ؟” سألتُ نفسي.
ماذا لو كنتُ وحدي تماماً واختفتْ كل الأعينِ مِن حَولي، أنا وصديقَتي فقطْ، نرقصُ بلا قيودٍ أو أحكامْ؟
شعرتُ براحةٍ تعادلُ راحةَ فكّ قيود أحدٍ كانَ مكبّلاً داخلَ فاترينةِ عرضْ، وتذكرتُ الفستانَ الورديَّ الفاتحَ الذي يليقُ بمناسبةٍ كهذه، وقد وقعَ اختياري عليهِ بدلاً مِن الفستانِ الأسود، وكانَ بالي خالٍ من اضطرابِ صورةِ الجسد، وظهرتُ في الحفلِ كما أنا، بكلِّ كيلوجراماتي والسعادةُ مِلءُ قلبي.
أمّا الآن، أنا وجسدي نختبرُ حلاوةَ بدايةِ علاقةٍ صحيّةٍ مشتَرَكة، تستحقُّ كل الجهدِ المُستَثمَرِ فيها.