السيناريو كالتالي: شاب متزوّج يحاول التقرّب منك، يتغزّل بك، يرسل لك الرسائل دوماً، يتصل، يحاصرك، هل تواصلين صدّه وتتكتمين على الأمر؟ أو تخبرين زوجته؟
الموقف صعب، قد تشعرين بالانجذاب تجاهه، قد تكتشفين أنّه غير سعيد في حياته الزوجيّة، وقد تكون حياتك أعقد من الخوض في تفاصيل لن ينتج عنها إلا القلق والندم.
تختلف مقاربة كلّ واحدة منّا للموقف، لكنّ هناك أمراً واحداً نتفق عليه: لن نودّ أن نكون محلّ الزوجة، وإن كنّا مكانها، سنفضّل أن نعرف. أحياناً تكون النتائج كارثية إن اكتشفت الزوجة الأمر وحدها، وحمّلتك مسؤولية تصرفات زوجها، قد تفهم تكتّمك كتواطؤ. لكن ماذا لو تسبّب الفضح بمشاكل أسرية؟ ماذا لو كانت تبارك زوجها لخوض علاقات أخرى؟
سألنا شابات من خلفيات مختلفة عن رأيهنّ بالموضوع، لنعرف كيف يتصرّفن لو وجدن أنفسهنّ في موقف مماثل: هل تفضحينه أمام زوجته أم تسكتين؟
رباب، 24، علم نفس
“حين نقول عن شخص إنّه متزوّج، نقصد أنّه جزء من معاهدة بين طرفين. يختلف نوع تلك المعاهدة بحسب خيارات كلّ ثنائي: قد يكون زواج مصلحة أو علاقة مفتوحة، وقد يكون التزاماً معلناً بعلاقة أحاديّة. في هذه الحالة، يكون تقرّب الزوج من امرأة أخرى خيانة لتلك المعاهدة.
لكلٍ منّا مبادئه، وبالنسبة لي، أرفض أن أرى أحداً مظلوماً أو ضحيّة تلاعب. إن كنت شخصاً لا يتمتّع بالمسؤولية الكافية لتطبيق تلك المبادئ، سأتغاضى عن تقرّب رجل متزوّج مني. لكنّي أفضّل أن أكون وفيّة لمبادئي. أضع نفسي مكان الزوجة، وإن كنت أتعرّض للخداع، لن أتقبّل أن أبقى في الظلام.
قد تكون المواجهة صعبة، خاصةً إن كانت الزوجة مقرّبة مني، يمكن أن أوصل لها الفكرة بطريقة غير مباشرة، كأن ألمّح لها، أو أن أشرح لها نمط التصرّف السام الذي يعتمده زوجها، أو أن أفتح عيونها على أمور ستوصلها لفهم الفكرة. ربما يكون لخياري هذا نتائج مدمّرة على العلاقة بين الطرفين، لكنّي لن أتغاضى عن مسؤوليتي في موقف كهذا، وإلا لن أكون وفيّة لمبادئي”.
رنا، 29، صحافية
“وجدت نفسي في موقف مماثل، ولم أفضح الزوج. كان زميلي في العمل، ولم آخذ الأمر بجدية في البداية، لأنّي كنت أبادله الإعجاب، وطبعاً لم أفكر أنه متزوّج، ولم أتحقق أو أسأل، لأنّي ظننت أن تقربه مني يعني أنه أعزب، وللأسف تعلّقت به بسرعة. ولكن بعد فترة قصيرة، عرفت أنه متزوج، عندها حاولت السيطرة على مشاعري، والابتعاد عنه بهدوء.
رفضت أن أفضحه احتراماً للعلاقة التي جمعتنا ولأنّه بطريقة ما أصبح شخصاً، كما يقولون، “غالياً على قلبي”. لا أندم على هذا القرار. ما زال مع زوجته، وأظن أنّهما سعيدان، وأنجبا طفلين. ربما لو كان شخصاً ثانياً، لفضحته، وربما لو لم ينشأ ذلك التواصل بيننا، لفكرت بفضحه.
ولكن بعيداً عن تجربتي الشخصية، أعتقد أنّ كل امرأة تستحق أن تعرف أنّ زوجها يخدعها. وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي تقع ضحيّة رجل متزوج، فإنّ فضح الأمر سيكون أسهل طريقة للانتهاء من تلك العلاقة السامة.
لا يوجد أي جانب إيجابي لهذا النوع من العلاقات، لذلك لا بدّ أن نقطع الحبل من أول الطريق. أظن أنّ الرجل الذي يسعى لعلاقة مع امرأة أخرى، إما لديه خصال شخصية سامّة، أو أنّه غير سعيد بعلاقته. إن كنا أمام السيناريو الأول، فمن المؤكد أنّ الزوجة لا تستحق رجلاً كهذا، أمّا في السيناريو الثاني، فلا أحد يستحق أن يعيش كذبة.
لكل منّا ظروفه وأسبابه وسيناريو خاص به، وفي كلّ الحالات علينا أن نفكر جيداً قبل اتخاذ أيّ قرار بالافصاح”.
كارلا، 22، سوشل ميديا وإعلام
“طبعاً سأفضحه! ولن أفضحه فحسب، بل سأعمل على جمع أدلّة ملموسة وحقيقية كي أقدّمها لزوجته، بالأخص إن أصر على ملاحقتي.
من حقّ زوجته أن تخرج من تلك العلاقة، وسأعمل على أن أريها ذلك، فلا أحد يستحق أن يكون مع شخص “حقير” أو خائن. برأيي الخيانة تدل على سمات أخرى سامة في الشخصية أو العلاقة. قد تكون الزوجة على علم بأنّها في علاقة سامّة ولا تمتلك الجرأة على الخروج منها، وربما أحفزها على اتخاذ الخيار الأفضل لمصلحتها.
إن كان لديه أولاد، سأفكر بالأمر أكثر من مرة قبل أن أتصرف، فلا أريد أن أدمر عائلة أو مستقبل أطفال. أفضّل ألّا أكون سبباً لدمار علاقة في هذه الحالة”.
لمى، 27، سينما وتلفزيون
“إن كان شخصاً لا أعرفه ولا أعرف زوجته، فلن أهدر طاقتي وأخبرها. أمّا إن كان زوج صديقة لي، بالطبع سأخبرها وبكل وضوح. وإن كنت على معرفة بزوجته لكن معرفة بعيدة، فسأخبر أحداً يعرفها لكي يوصل لها القصة بطريقته.
أضع نفسي مكان المرأة طبعاً، ولهذا سأختار أن أخبرها، لا أحد يستحقّ أن يمر بهذه التجربة السيئة، فالخيانة مؤلمة.
كما علينا أن نفكر بالفتيات اللواتي سيقعن ضحية هذا الرجل. من خلال فضحه، نحن لا نخلّص زوجته فقط، بل نخلّص فتيات أخريات قد يقعن في شباكه. هذا النوع من الرجال لا يستحق التسامح أبداً، يجب أن يعلم أنه يعاني من مشكلة، ويجب أن نواجهه”.
جنى، 30، علم نفس
“قبل اتخاذ أي قرار سواء بإخبار الزوجة أو عدمه، على الفتاة أن تطلب من الشخص أن يتوقف عن ملاحقتها، وأن تضع له حدوداً مباشرة.
من حق كل امرأة أن تؤكد رفضها وأن تطلب من الشخص أن يكفّ مضايقتها أو التكلم معها إن لم ترغب ذلك، سواء كان مرتبطاً أو متزوجاً أو لا. عند الانتهاء من هذه الخطوة المهمة جداً، يمكننا أن نفكر بالخطوة الثانية.
فضح الشخص قد يكون أمراً معقداً، وهذا لأنّه يعتمد على الظروف، فإن كان شخصاً قابلته في حفلة مثلاً، من الصعب أن تلاحقيه وتجدي زوجته. سيأخذ الأمر الكثير من طاقتك، وعليك أن تعطي الأولوية لنفسك هنا، ولطاقتك وصحتك النفسية.
لكن إن كان زميلاً في العمل أو صديق صديقتك، هنا يصبح الأمر جدّياً وخطيراً. يمكنك أولاً أن تذكري الأمر له، أو يمكنك أن تلمحي لزوجته أو تخبريها مباشرةً.
شخصياً أنا مع أن تفكّر المرأة بنفسها أولاً وقبل كل شيء، حتى قبل زوجته، أحياناً علينا أن نتصرّف بأنانيّة. إن كانت مرتاحة بإخبار زوجته، لتخبرها، أمّا إن كان الأمر سيضرّها نفسياً أو حتى يصرف من طاقتها، فلتبتعد عنهما معاً. إخبار الزوجة ليس أمراً سهلاً أبداً، وله تأثيرات مباشرة علينا، لذلك علينا أن نفكّر إن كان الأمر يستحقّ هذا العناء والمجهود منّا”.