إن قال لكِ “أرسلي نيودز”، ماذا تفعلين؟ قد تكون الصور الحميمية جزءاً في العلاقات عن بعد، أو وسيلة لخرق قيود يفرضها المجتمع، أو مجرد خطوة إضافية للتعارف توفّرها الشبكة في زمن تطبيقات التعارف.
لكن كيف نحمي أنفسنا من انتهاك الخصوصية؟ قد تقرصن تلك الصور، أو قد يستخدمها الشريك كوسيلة للانتقام إن انتهت العلاقة بطريقة لا تعجبه. يفكر بعض الرجال، خصوصاً في مجتمعاتنا العربيّة، أن إتاحة جسدك له على الخاص، يعني ألا مشكلة لديك في إتاحته لآخرين.
والآن، بعد فترة الحجر المنزلي خلال أزمة كورونا، بات الأمان الرقمي أكثر إلحاحاً. ربما يفرض نظام الوقاية الصحيّة الجديد علينا أن نعمل من المنزل لفترات أطول، وأن نمارس الجنس أونلاين أكثر. كيف نحمي خصوصيتنا؟
سألنا خبير الأمن الرقمي في مؤسسة “سميكس” عبد قطايا عن خطوات يمكن للنساء اللجوء إليها إن تعرضن لاختراق خصوصيتهنّ وتسريب صور التقطت للاستخدام الشخصي.
لنتخيّل معاً السيناريو التالي: استيقظت في يوم من الأيام، ووجدت صوراً حميمة لك على أحد مجموعات واتساب أو على تويتر. أو أرسل لك صديقك السابق أو طليقك رسالة ابتزاز، يطالبك بالعودة إليه، وإلا ينشر صوركما. كيف تتصرفين؟
برأي قطايا، فإنّ كلّ قصة حالة خاصة، ولكن هناك مجموعة من النصائح التي يمكن تعميمها بناءً على خبرته في المجال، يمكن أن تفيد العدد الأكبر من النساء.
ماذا تفعلين في حال قرصنة صورك أو تسريبها؟
- في البداية، عليك أن تخبري شخصاً مقرباً لتوفير الدعم النفسي لك، وللتصرّف نيابةً عنك إن كانت حالتك النفسية لا تسمح لك بالتفكير أو التصرّف.
- اطلبي من الشخص موضع الثقة الذي لجأت إليه أن يتصل بالشرطة، أو الجمعيات المدنية، أو التواصل مع الشركات المشغّلة لمواقع التواصل الاجتماعي. الأهم هو الحديث مع الآخرين حول الابتزاز بالصور، سواء كانوا أصدقاء، أو أفراد العائلة… في لبنان مثلًا، يمكن اللجوء لقوى الأمن التي تأخذ هذه الشكاوى على محمل الجد، ويمكنها أن تتعقّب المعتدي وتعتقله. لا تخجلي من اللجوء إلى الشرطة.
- بلغي عن المحتوى المسرّب، أو اطلبي من أصدقائك التبليغ عنه. في العادة، تتعّقب مواقع التواصل مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام ذلك المحتوى، وتزيله، حتى من دون تبليغ.
- لا تلومي نفسك. الملام الوحيد في هذه الحالة هو المقرصن، أو المسرّب، أو المعتدي. حافظي على هدوء أعصابك للتفكير بكيفيّة توقيف المعتدي.
- إن كانت الصور المسرّبة تتضمن صور أشخاص آخرين، عليك إبلاغهم.
- لا تدفعي المال للمبتزّ، ولا تعطيه المزيد من الصور. في هذه الحالة، سيمارس عليك المزيد من الضغوط عند اكتشافه لنقاط ضعفك أو لقدرتك على دفع المزيد من المال. تجاهليه فقط.
هذه بعض النصائح لاحتواء الابتزاز أو التسريب. ولكن، إن كنت في علاقة وكانت لديك الرغبة بتبادل الصور مع الشريك، كيف تفعلين ذلك بأمان؟
ثلاث خطوات أساسية لحماية نفسك:
- الخيار يرجع لك. لا تشعري بالضغط، ولا ترسلي الصور تحت إلحاح الشريك. إن كنت غير مرتاحة لذلك عبّري عن قلقك لشريكك، واطلبي منه التريّث. كما يمكنك التقاط صور من زوايا مختلفة، وألا تكون إباحية.
- لا تظهري وجهك في الصور، أو وشومك، أو أي علامة مميّزة في جسدك، أو أي زاوية من أثاث البيت يمكن من خلالها التعرّف على هويتك. ويمكنك كذلك استخدام تطبيقات مثل Obscuracam لتمويه التفاصيل في الصور.
- لا ترسلي صوراً عبر مواقع التواصل، خاصة الحسابات التي تستخدمينها يومياً. انتبهي لضرورة تعطيل خاصية Automatic syncing التي تتيح تحميل الصور من هاتفك مباشرةً إلى Drive أو iCloud. ويمكنك استخدام تطبيقات محادثة آمنة مثل Signal الذي يوفر خاصية التدمير الذاتي بعد فترة زمنية محددة ولا يخزن الرسائل.
للمزيد من المعلومات عن الموضوع، يمكنك الاطلاع على الدليل الذي أصدرته “سميكس” العام الماضي لمساعدة النساء على حماية أنفسهنّ أونلاين.