الكوميديا العربية: هيمنة ذكورية وقهقهات متوّجسة

كتابة: ندى جمال الأفلام الكوميدية المصرية هي أكثر ما تعلقتُ به منذ طفولتي. كنت أحفظ إفيهاتها أكثر من ممثلي الأفلام ذاتهم، ولكن سرعان ما لاحظت أن الرجال هم غالبية من يتلفظ بها مقارنة بالنساء. أما القلة من الممثلات اللاتي ارتبطت الإيفيهات بهنّ فكنّ يلعبن أدوارًا ثانوية وقد تنتهي مسيرة الممثلة منهنّ عند هذا الإفيه فلا…

عن المواعدة الرقمية والخطوبة وما بينهما

كتابة: إيمان عمارة   بينما كنت أتصفح الإنترنت وجدت صدفة سؤالًا لرجل يرد على تعليق فتاة قائلًا: “لماذا تقبلين الخروج مع رجال عبر تطبيقات المواعدة بينما ترفضين الخطوبة؟”. ضحكت كثيرًا، وتوقعت، لا بل كنت متأكدة، أن من طرحه يمزح. لا أحب أن تخيب توقعاتي، لكنه كان جادًّا في سؤاله، مثل الكثيرين غيره.   وجدت صعوبة…

لماذا لا تحتل النساء مراكز صنع القرار في المؤسسات الدينية؟

لماذا لا تحتل النساء مراكز صنع القرار في المؤسسات الدينية؟   في المسجد الكبير ببلدتي التي تقع بإحدى محافظات الدلتا أجلس في المنطقة الخاصة بالنساء، ألاحظ أن الحيز الخاص بالنساء ضئيل للغاية مقارنةً بالحيز المخصص للرجال، ويُفصل بينهما بمجموعة من المقاعد مكتوب عليها “الجلوس للرجال فقط”. على الرغم من أنه لا يوجد نص قرآني يمنع…

ياسمينا هلال، عن حب الذات والأم والجدة 

ياسمينا هلال، عن حب الذات والأم والجدة  كتابة: ريان الرمال  .*”لم تستطع ياسمينا أن تحبّ نفسها حقّاً إلا بعد أن شعرت  بأنّها امتدادٌ لأمّها وجدّتها. من هنا، كان عملها الفنّيّ الأخير “بشوف حالي فيكي تجلس ياسمينا على سريرٍ أبيض ووراءها حائطٌ وردي بلون “البونبون” الزهريّ. “هذه الغرفة أعادت تصميمها جدّتي كي تصبح غرفتي بعد أن…

ثرواتٌ تصنعُها النساءُ ويفوزُ بِها الرجال

“سافر قطر من 2017 لـ 2022، حجم الثروة اللي عنده ممكن توصل لمليون جنيه مصري وأنا قاعدة هنا بالولاد، بيجيني كل سنتين أو تلاتة مبحسوش بأي حاجة عشان هو في غربة حرام وتعبان”، بهذهِ الكلماتِ تصِفُ رحاب صالح (كاتبة) الحالةَ التي صنفَتْها كعنفٍ اقتصاديٍ بعدَ أنْ شاركَتْ زوجَها في تكوينِ الثّروةِ التي يمتلِكُها وحدَهُ الآن.…

غصْبِ عنّي أرقص

“أنا بحاجةٍ إلى الله” جملةٌ قيل إنّها للراقصةِ اللّبنانيةِ داني بسترس، التي همَسَتْ بها لصَديقِها قبلَ إنهائِها حياتَها بأسايبع. قبلَ الرّصاصةِ القاضيةِ، ضائقةٌ مادّيةٌ كانت أطبَقتْ خِناقَها على داني إثرَ تراكُم الخساراتِ، وشكوى ضرْبٍ رفعَتْها ضّدَ حبيبٍ لكنّها سرعانَ ما سحَبتْها، وابنٌ سبَح قبلَها إلى الآخِرةِ غَرَقاً، عام ١٩٩٤. أذكرُ كلَّ ذلك لأنَّ السابعَ والعشرينَ…

صَحوة جَسدي

على مرِّ السّنين، تأرجَحتْ عَلاقَتي بِذاتي كثيراً، ولطالما كانَ قُبولي لنَفسي يَعبُر بعلاقتي بجَسدي. عندما كنتُ يافِعةً أمُرّ بفترةِ البلوغِ كرهْتُه كثيراً ولكنْ تحوّلَ هذا الشُعورُ فيما بعد -عِندما أصبَحتُ عشرينيّةً جامعيّةً- إلى حُب. رَهَنْتُ مِقدارَ حُبّي لجَسدي بمدى صُغر ذِراعَيَّ وتَسَطُّح بطني ونُحفِ فخذَيَّ، ولسنواتٍ عديدةٍ كانَ وزني ثابتاً ومُلائِماً لما أراهُ مِثاليّاً، لم…

وصية جدتي اللاجئة

في ذاكرتي، تشبه تيتا، جدّتي أمّ أمّي، الصيف؛ عزيزة النفس وقويّة وعازمة وهادئة. كان اسمها نجيبة وكان لها من اسمها نصيب، فقد كانت تجسّد فعلًا الكرم والنبل والنزاهة. ولدت تيتا في قرية من قرى منطقة الجليل الأعلى في فلسطين، في أوائل العشرينيّات من القرن الماضي. وقتها، كان عدد سكّان فلسطين مليون نسمة تقريبًا وكان نصفهم…

اهربي الى الأمام يا عزيزتي

لم تكن أميمة، الشابة العربية التي حاولت بكل الطرق الهروب من القهر الذي تعانيه في أسرتها تدرك أن الحياة أعدت لها سيناريو جميل وأن المستقبل ينتظرها فاتحاً لها بابه وكل ما عليها هو الإستعداد، يُقال “النجاح يأتي عندما تلتقي الفرصة بالاستعداد” وهي لم تكن تدرك أن هوايتها هي تلك النافذة التي تطل على الشمس بعد…

الحرّية بالعربية والكردية والفارسية

استيقظت اليوم متفاجئة كالعادة. هذا التفاجؤ عادة ما يكون سببه كوابيس لا أذكرها أو بالأحرى وعيي لا يريد أن يتذكرها ونوم متقطع ناتج عن رشة أرق. هذا التفاجؤ يتحول مع مرور النهار إلى ما يسمى هذه الأيام ب “الأنغزايتي” أو القلق. ولكن هذا موضوع يطول الحديث عنه لذلك سأتوقف هنا وأعود لسرد ما حصل بعد…