عقدُ الأسبوع الماضي المؤتمر التأسيسي الأول لحزب مودة النسوي في العراق وهو الحزب النسائي الوحيد بين 343 حزب. تعود بدايته إلى عام ٢٠٢٣ عندما بدأت مجموعة من النساء بتشكيل نواة حزب يستند في برنامجه إلى قضايا المرأة في العراق، وجعلها أولوية في الخطط الحكومية ودوائر صنع القرار.
حقق مودة انطلاقة ناجحة بانضمام حوالي ٧٠٠٠ عضو أي تقريباً ثلاثة أضعاف العدد المطلوب لاكتمال النصاب القانوني وفُتح باب العضوية أمام الذكور إذ يشترط القانون كوتة نسبتها ٢٥٪ لصالح الرجال.
تقول الأمين العام للحزب جيهان الطائي أن هذا العدد لم يأت لأنهن بذلن جهداً في حشد الأعضاء، بل بمجرد الإعلان عن التأسيس، ما يعكس الحاجة لحزب يُمثل النساء ويضعهنّ أولوية في العملية السياسية في ظل التهميش والهيمنة الذكورية.
قد يكون “مودة” أول حزب نسائي يُؤسَّس بشكل رسمي، لكنه فعلياً امتداد لعقود من الحراكات النسوية في العراق، إذ يعود تاريخ الجمعيات والاتحادات والأذرع النسائية الحزبية إلى عشرينيات القرن الماضي، متقدّماً بذلك على معظم دول العالم.
أبرز هذه التجمعات
1923 جمعية نهضة النساء العراقية وجمعية الهلال الأحمر: كن ذات توجه يساري عملن على تنمية الثقافة والتعليم والتقليل من آثار الفقر، وأسست بولينا حسون أول مجلة نسائية عراقية “ليلى” بنفس السنة.
1952 رابطة الدفاع عن حقوق المرأة: تنظيم نسوي شيوعي. ناهض التمييز ضد النساء ومن أهم إنجازاته تشكيل ضغط لتشريع قانون الأحوال الشخصية والمشاركة بصياغته. وهو من أكثر القوانين التقدمية. إذ نص على منح المرأة:
– حق الحضانة
– المساواة في الميراث
– تجنيس الأبناء
– منع تعدد الزوجات إلا بشروط صارمة. و حقوق متعلقة بالمرأة العاملة إضافة لحقوق التمثيل السياسي.
عملت الرابطة على إتاحة التعليم وربط قضايا المرأة في النضال الوطني، وشكلنّ حركة نسوية مناهضة للاستعمار.
في 1969 وبعد انقلاب حزب البعث، أُلغيت جميع الروابط النسائية واستُبدلت بالاتحاد العام لنساء العراق التابع للحزب. ورغم انحيازه للسلطة وعدم استقلاليته، إلا أنه أكمل بعض البرامج السابقة وأهمها محو الأمية و برنامج رفع الوعي الصحي المتعلق بالأمومة.
بعد 2003 غلب الطابع الذكوري على الأحزاب بنسبة كوتة نسائية، وباتت القوانين المنصفة للمرأة معرضة للتهديد بالتغيير وقوانين أخرى ضرورية مثل العنف الأسري تؤجل ولا تأخذ أولوية.
برغم الحضور الدائم للمرأة العراقية على المستوى السياسي الرسمي والسياسي المعارض إلا أن هذا الحضور مر بمراحل تغيّر دوره فيها بين فاعل ومؤثر وبين شكلي.
