القلب يحب مرة ما يحبش مرتين… حقاً؟ 

أعرف نساءً كثيرات يرفضن الحب خشية على قلوبهن من الانكسار، أما أنا فأخشى الحياة بلا حب، حتى لو كان الثمن انكسارات متتالية لقلب مرهف. فالحب، بحلوه ومرّه، يجعل الحياة ألين وأجدر بالعيش.

أعرف كذلك نساء أخريات لا يمانعن الحب ولكنهن لا يُؤمّن بقدرة الإنسان على الوقوع في الحب أكثر من مرة: “القلب يحب مرة مش ممكن مرتين.”

فيمضين حياتهن في رحلة بحث عن توأم روحي مُتخيّل، وإن أخفقن في العثور عليه يعتقدن أن فرصتهن الوحيدة قد ضاعت. أما أنا، أرى أن القلب أرحب من ذلك بكثير؛ يستطيع أن يُحب مرة واثنتين وثلاثاً. فالحب ليس بخيلاً ولا محتكراً، بل يتجدد كلما فتحنا له أبوابنا.

كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما أحببت عاصم. حبي الأول. عرفت معنى فراشات المعدة حين تلاقت أعيننا في ممر الجامعة، لكننا كنا أقل نضجاً من أن نعرف كيف نحافظ على ما شعرنا به. 

أحببت بعده سعيد الذي كان يشبه إلى حد كبير أغنية “كلمات” لماجدة الرومي، أو ربما “حارة السقايين” لمحمد منير. كان بيّاعاً محترفاً لكلمات الحبّ التي كنت أتوق لسماعها. 

بعد سنوات، رأيت منشوراً يعلن فيه زواجه وقد أهدى زوجته كلمات أهداها لي من قبل. لا يمكنني تخمين عدد الفتيات اللواتي فرحن بهذا الإهداء معاد التدوير! 

ومن ثم أحببت يوسف الذي كان مواساتي في أصعب أيامي. أتذكر جيداً يوم رفعت سماعة الهاتف لأقول له: “يوسف.. أنا في مركز الشرطة.. خايفة.”

ومثلما عرفت مع يوسف أن مشاعري الهائلة لا تكفي لإنجاح العلاقة إن لم يكن الطرف الآخر يحبني بنفس القدر، عرفت مع رجل خمسيني وهمَ الإعجاب العابر. أحببته فقط لأنه يكتب الشعر ولأن معطفه أعجبني.

هو الذي جعلني أدرك أن مقولة “الحب لا يعرف العمر” هراء محض، وأنني لا أرغب في علاقة تختل فيها موازين القوى. وأخيراً أحببت زوجي الذي بعد أن عرفته عرفت أن الرجال الذين يشبهون الطمأنينة موجودون حقاً.

ولكن رغم ذلك أجزم أنني لو عرفت زوجي قبل أن أتعرف على أي من أحبائي السابقين لكنت انفصلت عنه بعد أول مشكلة. فالحُب مثل كل شيء في هذا الحياة، يُتعَلَّم بالتجربة.

مركز المحتوى

Review Your Cart
0
Add Coupon Code
Subtotal