لم أكن أتوقع الكثير. فقط أن أكون جميلة بما يكفي وبشكل مهندم.
بينما داخلي… مقلوب، ومكركب.
جاء كشاب وسيم إلى بيتنا مع أخته وخالته، لأنه ليس من البلد. الجو رسمي جداً. حاولت فقط أن أتنفس. كلانا 27 سنة وهو الوقت المناسب نسبةً لأبي: أنهيت دراستي و ها أنا أعمل. فماذا يمكن أن يتبع ذلك غير الزواج؟
دخلت وأنا أحملني: أفكاري، نُدبي، أحلامي المبعثرة. وفي عينيه تساءلت: هل سيصون هذا الغريب كياني المنهك؟
أمي مطمئنة لأنه متعلم. إخوتي مرتاحون لأنه رياضي. وأبي، الذي لم يسمح يوماً لأحد أن يراني، وجد الطمأنينة في تدينه.
قال الوسيم بأنه غيور. لا يُحب أن تعمل زوجته أو تسافر. يُفضّلها في البيت، هادئة كما يتخيل. أما أنا؟ لا أرتاح إلا حين أخرج. حين أسافر. حين أعمل.
كنت أذكّر نفسي دائماً بالشريك الذي أحلم به: شخص يُشعرني بالأمان والدعم، يحب الحياة والسفر، منصت جيد، يحتفل بي حتى في الأيام التي أُنسى فيها. شريك أختاره ويختارني… لا شريك يأتي عبر خطبة تقليدية.
لطالما رأيت أن الزواج شراكة ترفعنا معاً لأفضل نسخة من أنفسنا، بلا ذوبان أو فقدان للهوية. لكنني ما زلت ممزقة بين نعم ولا.
أريد الزواج، لكن الرجل الذي أريده يبدو خيالياً. وأحياناً أستعيد كل الصدمات التي أحملها عن الزواج، فأستنتج أنني لست جاهزة بعد.
تذكرت مذكرتي القديمة، التي كتبت فيها مراراً:
لا تتزوجي قبل أن تلتئمي.
لا تجعلي من أحد طريقاً لحلمك، بل احلمي أولاً، وحققي.
في نهاية اليوم… لم يبتسم أحد. ربما انزعجوا من صدقي. لكنني ارتحت.
لأنني اخترت، ولو لمرة.. ألاّ أخذلني.
